بدء تفكيك البيت الأبيض لإضافة «قاعة ترمب» الفاخرة وسط غضب تاريخي – أخبار السعودية – كورا نيو

بدأت أعمال الهدم في الجناح الشرقي للبيت الأبيض يوم الإثنين، وقامت فرق بناء بتفكيك واجهة المبنى لإعداد الموقع لبناء قاعة رقص فاخرة مساحتها 90 ألف قدم مربع (نحو 8,360 مترا مربعا)، بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار، وهو مشروع أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كإضافة خاصة تمول بشكل كامل من قبل الرئيس نفسه ومتبرعين خاصين.
قاعة رقص فاخرة
وفقا لتصريحات ترمب في يوليو الماضي، كان من المفترض أن يتم البناء «بالقرب من المبنى الحالي دون التدخل فيه»، مع الحفاظ على «الاحترام الكامل» للهيكل التاريخي، لكن الصور والتقارير أظهرت تفكيكا مباشرا لجدران الجناح الشرقي، ما أثار تساؤلات حول الالتزام بهذه الوعود.
الجناح الشرقي، الذي بني عام 1942 خلال رئاسة فرانكلين روزفلت وفي خضم الحرب العالمية الثانية فوق ملجأ طوارئ، يضم مكاتب السيدة الأولى، ومسرحا صغيرا، ومدخلا للزوار الرسميين الذين يستقبلون قادة الدول الأجنبية.
تعديلات ترمب على البيت الأبيض
ومع تزايد الضغط على المساحات لاستيعاب الموظفين والضيوف، أصبحت بعض الولائم الرسمية تجرى في خيام على العشب الجنوبي، ويُعتبر هذا المشروع جزءا من سلسلة تعديلات أجراها ترمب على البيت الأبيض، بما في ذلك إضافة أعمدة علم كبيرة وتغطية حديقة الورود بالإسفلت وتزيين المكتب البيضاوي بالذهبي.
وبحسب تقارير إعلامية عالمية، أثار الصخب الناتج عن أعمال الهدم انتباه السياح الذين يمرون بالعشب الجنوبي، حيث توقف العديد منهم لمشاهدة الجرافات وهي تدمر السقف.
وقالت كاثرين كوس، سائحة من ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا: «أعتقد أن هذا إهدار كامل للمال، ويعكس نقصا تاما في الاحترام للمباني التاريخية في عاصمة الدولة، لكنه غير مفاجئ تماما».
أما جون نيوتن، سائح من نورث كارولاينا، فقال إنه لا رأي له في الهدم، مضيفا: «يُقام الكثير من الفعاليات هناك، الرقص والحفلات وما إلى ذلك. يمكنهم استخدامه. كل رئيس يأتي ويترك بصمته».
من جانب آخر، عبرت جان بسيس، سائحة فرنسية، عن أسفها قائلة: «من المؤسف أننا لا نستطيع الزيارة، ليس فقط البيت الأبيض بل جميع المباني الأخرى بسبب الإغلاق الحكومي. ماذا يمكننا أن نفعل؟».
ووصفت ستيفاني هيغنز، التي انتقلت إلى هيوستن بولاية تكساس وتزور واشنطن مع عائلتها الأوروبية، الخطوة بأنها «مخيبة للآمال»، مشيرة إلى أنها تود رؤية ما سيُبنى مكانه، لكن السؤال الأكبر يتعلق بـ«الجانب المالي: هل هذا أفضل استخدام للأموال؟».
غضب من الإهدار والتعدي على التراث
في واشنطن، وصف مايكل لايليك (72 عاما)، متقاعد ومستقل سياسيا، المشروع بأنه «فظيع على مستويات متعددة»، معتبرا أن ترمب «لا يتبع التقاليد ولا يحترم الإجراءات، بل يفعل ما يشاء، والكونغرس يمنحه حرية مطلقة».
أما جيمس هيغنز، مقيم في المدينة، فقال إن ترمب «سيحوله إلى آلة لجني المال»، مضيفا: «ستكون قاعة رقص هائلة أكبر من البيت الأبيض نفسه، وهذا سخيف. هناك الكثير من القاعات في المدينة، ولا نحتاج إلى شيء يعيق الإطلالة».
من جانب الديمقراطيين، هاجم السناتور براين شاتز من هاواي الإدارة، قائلا إنه «يفترض أنهم لم يمروا بالقنوات الرسمية قبل البدء في الهدم، لأنهم لا يفعلون ذلك أبدا».
وأضاف: «أود أن أعرف أنهم عاملوا البيت الأبيض بالاحترام التاريخي الذي يستحقه، لكن مع هذه الإدارة، يجب أن نراهن على العكس».
كما نشرت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية السابقة، على منصة «X»: «ليس بيته، إنه بيتكم، وهو يدمره».
«البيت الأبيض»: استمرار للتراث الرئاسي
بدور دافع «البيت الأبيض» عن الهدم، في مقال نشره على موقعه الإلكتروني يوم الثلاثاء، واصفا الانتقادات بأنها «غضب مصطنع من اليساريين المتطرفين وأصدقائهم في الإعلام المزيف».
وأكد أن البناء ضروري ويستمر في تقليد التحسينات التي أجراها الرؤساء السابقون، مشيرا إلى قائمة بالتعديلات التاريخية، وأضاف: «في عام 2025، يواصل الرئيس ترمب هذا الإرث، محطما الأرض لبناء قاعة رقص كبرى، وهي إضافة تحولية ستزيد من قدرة البيت الأبيض على استضافة الفعاليات الكبرى تكريما لقادة العالم والدول الأجنبية»، بينما لم يتطرق البيان إلى الانتقادات أو سبب الهدم رغم الوعود السابقة.
يُتوقع أن تكتمل القاعة الجديدة بجدران زجاجية تطل على نصب واشنطن، وسعة تصل إلى 999 شخصا، حيث سيبدأ الضيوف حفلاتهم بكوكتيلات في الغرفة الشرقية قبل الانتقال إليها.
ومع ذلك، أثار تمويل المشروع مخاوف أخلاقية، إذ استضاف ترمب أخيرا عشاء لمتبرعين من رجال الأعمال، ما يثير تساؤلات حول شراء النفوذ.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات