أخبار العالم

بعد 72 عاماً من الحرب.. كوريا الجنوبية تعيد رفات 30 جندياً صينياً إلى وطنهم – أخبار السعودية – كورا نيو



في خطوة إنسانية تعكس جهودًا مستمرة للتصالح مع الماضي، أعادت كوريا الجنوبية اليوم رفات 30 جنديًا من متطوعي الجيش الشعبي الصيني، الذين قُتلوا خلال حرب كوريا (1950-1953)، إلى جمهورية الصين الشعبية، وذلك في جو من الاحترام والتعاون بين البلدين، رغم التوترات التاريخية الناتجة عن النزاع الذي شكل شبه الجزيرة الكورية حتى اليوم.

بدأت الاحتفالية الرسمية في مطار إنتشون الدولي بسيول، حيث أشرف مسؤولون كوريون وصينيون على نقل التابوتات المغطاة بالعلم الصيني إلى طائرة نقل عسكرية من طراز Y-20، ورافقت الطائرة أربع طائرات مقاتلة من طراز J-20 أثناء دخولها المجال الجوي الصيني، في عرض يعبر عن الشرف الوطني.

ووصل رفات الجنود إلى مطار تاوشيان الدولي في شنيانغ بمقاطعة لياونينغ، حيث استقبله عدد كبير من العائلات والمسؤولين، وسط مشاعر من الحزن والامتنان، ووصف مسؤول صيني المشهد بأنه «هؤلاء ضحايا الحرب عادوا أخيرًا إلى أرض الوطن، ليستريحوا في سلام بعد عقود من الغياب» عودة 1011 رفاتاً صينياً

وتأتي إعادة الرفات في إطار اتفاقية وقعتها كوريا الجنوبية والصين في عام 2014، تهدف إلى إعادة رفات الجنود الصينيين الذين دفنوا في مقابر جماعية على الأراضي الكورية الجنوبية بعد الحرب، ومنذ ذلك الحين، تمت إعادة أكثر من 1011 رفاتاً صينياً، بما في ذلك 88 رفاتاً في عام 2022.

ومع ذلك، لم تُجرَ مراسم رسمية كاملة في السنوات الأخيرة بسبب التوترات السياسية، لكن هذه العملية تمت دون احتفالية كبيرة هذا العام، مع التركيز على الجانب الإنساني، وفقًا لوزارة الدفاع الكورية، تم حفر هذه الرفات من مواقع في مناطق مثل إنجي وهونغسونغ، وتم التحقق من هويتها جزئيًا من خلال التحاليل العلمية للزي العسكري والذخيرة.

أزمة الحرب الكورية

اندلعت حرب كوريا في 25 يونيو 1950، عندما غزت كوريا الشمالية، بدعم من الاتحاد السوفييتي والصين، شبه الجزيرة الكورية في محاولة لتوحيد البلاد تحت حكم شيوعي، وكانت كوريا مقسمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، بعد تحريرها من الاحتلال الياباني، على خط العرض 38، حيث أصبحت الشمالية تحت النفوذ السوفييتي والجنوبية تحت الولايات المتحدة.

وتدخلت قوات الأمم المتحدة، بقيادة الولايات المتحدة، لدعم كوريا الجنوبية، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ملايين الأشخاص، ودخلت الصين الحرب في أكتوبر 1950، عندما أرسلت «متطوعي الجيش الشعبي» لمساعدة كوريا الشمالية، خوفًا من اقتراب القوات الأمريكية من حدودها. هدنة دون معاهدة سلام

وشارك نحو 2.9 مليون جندي صيني، وخسر أكثر من 360 ألفًا منهم حياتهم أو أصيبوا، وفقًا للإحصاءات الرسمية الصينية، وانتهت الحرب بهدنة في 27 يوليو 1953، دون معاهدة سلام رسمية، ما يعني أن الطرفين لا يزالان في حالة حرب فنية حتى اليوم.

وأدت الحرب إلى مقتل نحو 2.5 مليون مدني وجندي من جميع الأطراف، بما في ذلك 36 ألف جندي أمريكي و400 ألف كوري جنوبي، ورغم الخصومة التاريخية، أصبحت عمليات إعادة الرفات رمزًا للتعاون بين كوريا الجنوبية والصين،خصوصاً في ظل التحديات الجيوسياسية الحالية.

وفي الصين، يُحتفل بهؤلاء الجنود كـ«شهداء الحرب لمقاومة الغزو الأمريكي ومساعدة كوريا»، ويُدفنون في مقابر مثل مقبرة الشهداء في شنيانغ، التي تستقبل معظم الرفات بسبب أصل معظم الجنود من شمال شرق الصين.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى