أخبار العالم

حامد الغامدي من «المردد» إلى شاشات الوطن.. حكاية صوت لا يُنسى – أخبار السعودية – كورا نيو



المضيء حين تلوح صورته في الذاكرة تستعيد معها هيبة الشاشة ورقي الكلمة وأناقة الحضور.. لم يكن مجرد مذيع يقرأ الأخبار أو يقدم المسابقات، بل كان المذيع الأنيق الذي غلّف المهنية بثقافة واسعة، وجعل من البساطة عمقاً، ومن الهدوء هيبة، ومن الشاشة بيتاً لكل بيت.

ابن الباحة وتحديداً قرية «المردد» إحدى قرى بني ظبيان التي لم تكن مجرد مسقط رأس، بل كانت مهد الصوت الأول والنظرة الأولى نحو الحلم الذي تحقق، عاد إليها بعد مسيرة إعلامية حافلة ليستقر بها، وينقل حضوره من البث المباشر إلى دفء اللقاء الإنساني، ومن استوديوهات التلفزيون إلى رحاب الكلمة والذاكرة، هناك بين جبال الجنوب وسكون الطبيعة تحول منزله إلى ملتقى أدبي ثقافي واجتماعي يجتمع فيه أفراد العائلة والأصدقاء، وكأنه قرر أن يواصل رسالته بعيداً عن الكاميرا، ولكن أقرب ما يكون من القلوب.

لُقب بالمذيع الأنيق، ليس فقط لهيئته المتزنة.. بل لأسلوبه السلس وحضوره العذب الذي جمع بين الوقار والجاذبية، ولُقب كذلك بصديق المشاهدين لأنه لم يكن بينه وبين الجمهور حجاب، كان يدخل البيوت بابتسامة لا تزول، وصوت لا يُنسى، ومفردة تحترم العقل والذوق في آن واحد.

أشهر برامجه «سباق المشاهدين» الذي شكّل محطة رمضانية لا تزال محفورة في الذاكرة، جمع فيها بين المعلومات والمتعة، وبين التفاعل والدهشة، وكان فيه رائداً في زمن لم تكن التفاعلية الإلكترونية قد وُجدت بعد، لكنه صنعها بصوته ولباقته وخفة روحه، ولم تكن تلك تجربته الوحيدة، إذ تنقل بين برامج ثقافية وفنية وترفيهية، وظل على الدوام حاملاً رسالة إعلامية راقية.

رافق خلال مسيرته الإعلامية أغلب ملوك المملكة وولاة العهد في زياراتهم ومهماتهم الرسمية خارج البلاد، وكان ممثلاً للتلفزيون السعودي في التغطيات والمناسبات الكبرى، حاضراً بالكلمة الدقيقة، والصوت الرصين، والحضور الذي يعكس وجه الوطن أمام العالم.

في قرى الباحة لم ينطفئ صوته بل تغير مداه، بات أكثر قرباً من الناس، وأكثر التصاقاً بالحياة اليومية لعائلته وأهله، تحول مجلسه إلى مساحة مفتوحة للحديث والفكر، كما لو أن حياته الإعلامية قد انسكبت في حياته الاجتماعية، فأصبح المذيع هناك كما كان على الشاشة منصتاً أنيقاً مضيئاً.

في زمن تغيرت به لغة الإعلام يبقى حامد الغامدي نموذجاً نادراً للإعلامي الذي عاش المرحلة الذهبية بكل ما فيها من احترام للمتلقي، ومارس المهنة كرسالة لا كمنبر للظهور، رجل لم يغادر المشهد.. لأنه ببساطة؛ يعيش في ذاكرة الناس، وفي تفاصيل الباحة التي أحبها وأحبته.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى