سقوط مميت في سماء جونية.. لبناني يلقى حتفه في حادثة طيران شراعي – أخبار السعودية – كورا نيو

شهدت منطقة جونية على ساحل علما بلبنان حادثة مأساوية أودت بحياة شاب لبناني أثناء ممارسته رياضة الطيران الشراعي، في حادثة مأساوية أثارت موجة من الحزن والجدل حول سلامة الرياضات المغامرة في لبنان، رغم وجود قرار سابق بمنع هذا النشاط في المنطقة.
ووقعت الحادثة في منطقة جونية، وهي وجهة شهيرة لعشاق الطيران الشراعي بفضل إطلالتها الخلابة على البحر الأبيض المتوسط وتضاريسها الجبلية، حيث كان الشاب محمد، وهو من مواليد 1989 من بلدة النبي يوشع، يمارس الطيران الشراعي عندما فقد السيطرة على مظلته، ما أدى إلى سقوطه من ارتفاع شاهق، وأدت الإصابات الناجمة عن السقوط إلى وفاته على الفور.
حضرت القوى الأمنية اللبنانية وفرق الإسعاف إلى مكان الحادثة، لكن الشاب كان قد فارق الحياة، وأثارت الواقعة صدمة بين سكان المنطقة، خصوصاً بعد ورود أنباء عن فرار سائق المظلة الذي كان يرافق الضحية، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد أسباب الحادثة وملابساتها، بما في ذلك ما إذا كانت الحادثة ناتجة عن خلل فني في المعدات، خطأ بشري، أو ظروف جوية غير مواتية.
وتُعد رياضة الطيران الشراعي من الأنشطة السياحية والرياضية الشعبية في لبنان، خصوصاً في جونية، حيث تشتهر المنطقة بمناظرها الطبيعية الساحرة التي تجذب عشاق المغامرة من داخل البلاد وخارجها، وتقدم شركات رحلات طيران شراعي ثنائية (تاندم) مع مدربين محترفين، حيث يطير المشاركون فوق غابات الصنوبر، منطقة حريصا، والبحر الأبيض المتوسط.
أخبار ذات صلة
ومع ذلك، تُثير هذه الرياضة جدلاً مستمراً حول معايير السلامة. وفي السنوات الأخيرة، شهدت مناطق أخرى مثل هيماشال براديش في الهند حوادث مماثلة، حيث لقي أشخاص مصرعهم بسبب اصطدامات جوية أو فشل في المعدات. وفي لبنان، أصدرت السلطات قرارات سابقة بمنع الطيران الشراعي في جونية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لكن يبدو أن النشاط استمر بشكل غير قانوني أو دون رقابة صارمة.
وتكشف الواقعة تحديات تواجه قطاع السياحة المغامرة في لبنان، بما في ذلك ضعف الرقابة على المعدات، نقص التدريب المناسب للمدربين، والتهاون في تطبيق القوانين. الحادثة أعادت إلى الأذهان دعوات سابقة لتشديد الإجراءات التنظيمية لضمان سلامة المشاركين، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي قد تدفع بعض الشركات إلى التغاضي عن معايير السلامة لتوفير التكاليف.
وفتحت القوى الأمنية اللبنانية تحقيقاً للوقوف على أسباب الحادثة، مع التركيز على دور سائق المظلة الهارب ومدى التزام الشركة المنظمة باشتراطات السلامة، كما يُتوقع أن تُجري السلطات تفتيشاً على معدات الطيران الشراعي في المنطقة لضمان الامتثال للمعايير، والنيابة العامة تولت التحقيق لتحديد المسؤوليات القانونية، مع احتمال إصدار قرارات جديدة لتنظيم هذا النشاط.
المصدر : وكالات