شح المياه يضرب إيران.. الحكومة ترد على «بزشكيان» بعد حديثه عن إخلاء طهران – أخبار السعودية – كورا نيو

في تعليق سريع على تحذير الرئيس مسعود بزشكيان بإمكانية إخلاء العاصمة طهران إذا استمر الجفاف، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الثلاثاء، أن مثل هذا الإجراء «غير ممكن وغير قابل للتنفيذ» عمليًا، مشددة على أن الحكومة تمتلك «خططًا جادة» لمواجهة الأزمة المائية التي تضرب البلاد.
ويأتي هذا التبرير وسط تصاعد القلق العام في طهران، حيث يعاني أكثر من 10 ملايين نسمة من انقطاعات متكررة في إمدادات المياه، وانخفاض مستويات السدود إلى أقل من 5% من سعة الاحتياطي.
وقالت مهاجراني في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» إن «البلاد تواجه شحًا في المياه، والحكومة لديها خطط جادة على أجندتها في مواجهة الأزمة»، مشيرة إلى أن الجهود تشمل تفعيل عمليات «زراعة السحب» لإحداث هطول أمطار، وفرض قيود على الاستهلاك، ونقل مياه من مصادر أخرى، مع التأكيد على أن الإخلاء «ليس خيارًا واقعيًا» نظرًا للكثافة السكانية الهائلة والتحديات اللوجستية.
ويُعد هذا التعليق أول رد رسمي مباشر من الحكومة على تصريحات الرئيس بزشكيان، الذي حذر في الـ7 من نوفمبر من أن «إذا لم تمطر بحلول ديسمبر، سنضطر إلى إخلاء طهران»، مما أثار موجة من الذعر والجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
ازمة مياه طاحنة في إيران
وتواجه إيران أسوأ أزمة مائية في عقود، ناتجة عن مزيج من التغير المناخي، الجفاف المستمر منذ ست سنوات متتالية، والإدارة غير الفعالة للموارد، حيث شهدت طهران هذا العام أقل هطول أمطار في قرن من الزمان، مع تسجيل 2.3 ملم فقط حتى أوائل نوفمبر، بانخفاض يصل إلى 81% عن المتوسط التاريخي، وفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية.
وأدى ذلك إلى جفاف أنهار رئيسية مثل نهر كان، وانخفاض مستويات خمسة سدود رئيسية تغذي العاصمة (مثل سد لاتيان وسد أمير كبير) إلى أقل من 14 مليون متر مكعب، مقارنة بسعة تصل إلى 500 مليون متر مكعب سابقًا.
أسباب أزمة المياه في إيران
ويُعزى الوضع إلى عوامل متعددة: الزراعة غير الفعالة التي تستهلك 90% من المياه في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بناء سدود عملاقة غير مدروسة، حفر آبار غير قانونية، واستنزاف المياه الجوفية الذي يسبب هبوط الأرض بمعدل 300 ملم سنويًا في طهران – وهو 60 ضعفًا للحد الحرج.
كما ساهمت الحرب الإسرائيلية الإيرانية في الصيف الماضي (التي استمرت 12 يومًا) في إلحاق أضرار ببنى تحتية مائية، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية، مما أدى إلى انقطاعات كهرباء وإجازات رسمية.
محاولات إيرانية للتغلب على الأزمة
وفي محاولة للتخفيف، بدأت الحكومة في 16 نوفمبر عمليات زراعة السحب باستخدام يوديد الفضة، لكن الخبراء يشككون في فعاليتها بسبب نقص الرطوبة في السحب.
وتمتد الأزمة إلى باقي إيران، إذ انخفضت مستويات السدود في محافظات مثل أذربيجان الغربية والشرقية إلى أرقام أحادية، وأدى الجفاف إلى تكلفة اقتصادية هائلة، مع مخاوف من تأثيرها على الاستقرار السياسي في ظل العقوبات الغربية.
المصدر : وكالات



