عرض القوة الصيني يجمع كيم وبوتين.. هل يتغير ميزان الجيوسياسية؟ – أخبار السعودية – كورا نيو

أعلنت كل من كوريا الشمالية والصين، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيقوم بزيارة نادرة إلى العاصمة الصينية بكين الأسبوع القادم لحضور عرض عسكري ضخم يُقام في ميدان تيانانمين يوم 3 سبتمبر، بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الصين في الحرب ضد اليابان.
ووفقا للسلطات الصينية، سيكون كيم بصحبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و26 من قادة الدول الأخرى، في حدث يُعد الأول من نوعه الذي يجمع كيم مع قادة عالميين متعددين منذ توليه السلطة في عام 2011.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية، عبر مساعد الوزير هونغ لي، أن الصين «ترحب بحرارة» بزيارة كيم، مشيرة إلى «الصداقة التقليدية» بين البلدين. من جانبها، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن كيم تلقى دعوة رسمية من الرئيس شي جين بينغ لحضور الاحتفالات.
ونادرا ما يغادر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بلاده، إذ قام بـ10 زيارات خارجية فقط منذ توليه السلطة في عام 2011، معظمها إلى الصين أو روسيا. آخر زيارة له إلى الصين كانت في يناير 2019، بينما زار روسيا في سبتمبر 2023 للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
وسيشهد العرض العسكري، الذي يُعد واحدا من أكبر العروض في السنوات الأخيرة، مشاركة أكثر من 10000 جندي من جيش التحرير الشعبي الصيني، إلى جانب عرض معدات عسكرية متطورة تشمل طائرات مقاتلة، أنظمة دفاع صاروخي، أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وطائرات بدون طيار.
وتأتي زيارة رئيس كوريا الشمالية إلى الصين في وقت حساس، إذ أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أخيرا عن رغبته في لقاء كيم مرة أخرى، بعد فشل محادثات نزع السلاح النووي بينهما في 2018-2019.
ويُنظر إلى حضور كيم للعرض العسكري كمحاولة لتعزيز موقفه الدبلوماسي من خلال إصلاح العلاقات مع الصين، التي تأثرت بتقاربه مع روسيا، وإظهار تضامن مع حلفاء الصين في مواجهة الضغوط الغربية، كما أن غياب معظم القادة الغربيين عن الحدث، باستثناء رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، يعكس التوترات الجيوسياسية المستمرة، خصوصا مع معارضة الغرب لحضور بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتُعد زيارة كيم إلى بكين بمثابة انتصار دبلوماسي للرئيس شي جين بينغ، إذ تُبرز نفوذه على قادة مثل كيم وبوتين في وقت تسعى فيه واشنطن لإبرام صفقات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما أنها تُعزز صورة كيم كزعيم عالمي على الساحة الدولية، رغم عزلة كوريا الشمالية.
ومع ذلك، يثير حضور كيم إلى جانب قادة من دول مثل إيران وبيلاروسيا مخاوف الغرب من تشكل «محور اضطراب» يتحدى النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، يترقب العالم ما إذا كان الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ سيحضر العرض، مما قد يوفر فرصة نادرة للقاء بين زعيمي الكوريتين لأول مرة منذ انهيار العلاقات في 2019.
وتُعدّ العلاقات بين كوريا الشمالية والصين واحدة من أقوى التحالفات في المنطقة، إذ تربط البلدين معاهدة دفاع مشتركة منذ عام 1961، مما يجعل الصين الحليف الرسمي الوحيد لكوريا الشمالية، وأيضا الشريك التجاري الأكبر لكوريا الشمالية، إذ تمثل نحو 98% من تجارتها الخارجية في السنوات الأخيرة، وتوفر دعما اقتصاديا وسياسيا حاسما للنظام في بيونغ يانغ رغم العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية منذ عام 2006 بسبب برامجها النووية والصاروخية.
ومع ذلك، شهدت العلاقات بين البلدين توترات في السنوات الأخيرة، خصوصا مع تعزيز كوريا الشمالية لعلاقاتها مع روسيا، إذ قدمت أسلحة وقوات لدعم موسكو في حربها ضد أوكرانيا.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات