غيوم عابرة – كورا نيو

تشابُهلم تعد مفاتيحُ (master key) وحدَها القادرةَ على خداع الأبوابِ المغلقة وفضِّ خُصوصيَّتِها كما كُنَّا نظنُّفالوجوهُ كذلكبملامحِها المُسْتنسَخةِ أربكتْ فراسةَ المرآةوعطَّلتْ ماسحَها الضَوئيفتلعثَمتْ بِقراءة ما وراءَ السُطورِولم تعدْ كما كانت بِركةَ نَرسيس أو قارئةَ الفنجانوالأحذيةُ بماركاتِها الحَديثة فقدتْ خُصوصيتَها واختفتْ جِيناتُها المشتركةُ بينَها وبين أقدامٍ نضبَ إيقاعُها الخاصُّ على نوتةِ الطُرقاتلتتعثَّر في أسطوانةِ ألحانِها النشازويغيضُ منسوبُ خُطواتِها في بئر المسافاتلتَسقُطَ في دوَّامَةٍ لم تجدْ كَتِفًا يسندُ كفَّةَ ميزانِهاكلُّ ذلكلأنَّ قصيدةً نَسيَ شاعرُها أن يُوصدَ الأبوابَ قبل مُغَادرتِهلتكتظَّ الشفاهُ بأسرابٍ من طيورِ الأسْرارِ التي خلعتْ أقفاصَهاوظلَّتْ طريقَ العودةِ مرَّةً أخرىعابر سبيلكعابرِ سَبيلٍأضعتُ حقيبةَ ذكرياتيفي أوَّلِ محطَّةٍ مررتُ بهاومنذُ ذلك الحينوأنا أتهجَّى فصولَ رِوايةٍلم يتبقَّ من سطورِهاغيرَ حُروف وجهكْكروت خاسرةدرَّبتُ نفسي منذُ وقتٍ مبكِّرعدمَ اللعبِ بالكروت الخَاسرة على طاولة الحياةلذا ضاقتْ خِياراتيفقطصديقٌ يتناوبُ كلٌّ منَّا الإمساكَ بأحدِ أطراف النصِّلكيلا ينحرفُ مسارُه عن جادَّةِ اللغةكتابُ شِعر أتوكَّأُ بظَلاله على شجرة الأسلاف المغْروسةِوالناشبةِ كأضراسِ العقل في وجه عَبثيَّةِ العَولمة ومُشْتقَّاتِهاالمُنْتصبةِ منارةً بمُفْترقِ هذا المنفى الكَوْنيوأهشُّ به على خِرافي المهْضومةِ في بطُون الشِعرولي فيه مآرب أخرىوامرأةٌ يُضيء زيتُها مصباحَ القصيدةِفتتَّسعُ حدقةُ مجازاتِهاوتُزهرُ حَدائقُ المعْنىامرأةٌيبوحُ لي طوقُ فِتْنتِها كُلَّمابُحَّتْ نبرةُ الكِتابة وخانتْها منابرُ الكلماتْذكاء اصطناعيقريبًا جدًّافي زمنِ الذَكاءِ الاصْطِناعيستطْرقُ أسماعَنا هذه العبارةُ كثيرًاعندما يقفُ شاعرٌ يُلقي قصيدةً تشبهُهآهأعدْتنَا للزمنِ الجميلْ
المصدر : وكالات



