أخبار العالم

كولومبيا تمحو إرث اسكوبار وتسلم جزءاً من مزرعته لنساء ضحايا النزاع المسلح – أخبار السعودية – كورا نيو



أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو تسليم 120 هكتارا من أراضي هاسيندا نابوليس، التي كانت يوما معقلا لإمبراطورية المخدرات التي بناها الزعيم الإجرامي بابلو اسكوبار، إلى مجموعة من النساء اللواتي كن ضحايا النزاع المسلح الطويل في البلاد، وذلك في خطوة رمزية تعكس جهود الإصلاح الزراعي والعدالة الانتقالية.

ووفقا للسلطات الكولومبية، فإن هذه الأرض، المعروفة باسم «لا بيرلا»، ستُستخدم لبناء منازل وزراعة الأرض، مما يمثل انتصارا تاريخيا للنساء المزارعات اللواتي قاومن لسنوات طويلة لاستعادة حقوقهن.

وفي مايو الماضي، اقترح بيترو إدراج هاسيندا نابوليس في البرنامج، معتبرا أن «المزرعة مليئة بالموتى ويجب إعادتها إلى الشعب»، مشيرا إلى أن أصحابها الحقيقيين هم الفلاحون الريفيون.

وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن المدير التنفيذي لوكالة الأراضي الوطنية فيليبي هارمان تسليم الأرض إلى «الجمعية لنساء يبنين نسيجا اجتماعيا»، بقيادة ميلينيري كوريا، التي وصفتها بـ«الأرض للحياة والأمل».

وهاسيندا نابوليس، الواقعة في مقاطعة أنتيوكيا شمال غرب كولومبيا، كانت في الثمانينيات رمزا لثراء اسكوبار الجنوني، الذي قُدرت ثروته بنحو 25 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، وأسس اسكوبار، زعيم كارتل ميديين، هذه المزرعة الشاسعة التي امتدت على أكثر من 4000 هكتار، محولا إياها إلى قصر فاخر يضم حديقة حيوان خاصة مليئة بحيوانات أفريقية نادرة، بما في ذلك الفيلة والزرافات والتماسيح، إضافة إلى سباقات الخيول ومطار خاص.

واشتهرت المزرعة أيضا بـ«فخذي الطائرة»، نسخة مصغرة لطائرة كوكايين استخدمها اسكوبار في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وكانت تعج بالأمن الخاص والقوانين الخاصة بها، مما جعلها «إمبراطورية مستقلة» عن الدولة الكولومبية.

ومع قتل اسكوبار في عام 1993 خلال عملية شرطية، صادرت الدولة المزرعة عبر إجراءات الاستيلاء على الأصول غير المشروعة، وتحولت تدريجيا إلى حديقة ترفيهية شهيرة تضم فندقا وحديقة حيوان، تجذب السياح الراغبين في استكشاف تاريخ الناركوترافيك.

ومع ذلك، أصبحت الفرس النهرية التي أحضرها اسكوبار مشكلة بيئية كبرى، إذ تكاثرت إلى نحو 150 وتُصنف كأنواع غازية تهدد الزراعة والسكان المحليين، مع توقعات بوصول عددها إلى 1000 بحلول 2035.

يأتي هذا القرار في سياق النزاع المسلح الذي دام أكثر من ستة عقود، والذي أودى بحياة نحو 220 ألف شخص وشرد سبعة ملايين آخرين، بين قوات الحكومة والمتمردين اليساريين مثل FARC، والكارتلات الإجرامية، والباراميليتاريين اليمينيين، إذ كانت ملكية الأرض محور الصراع الرئيسي، حيث أدى الناركوترافيك والعنف إلى نزوح المزارعين وسرقة أراضيهم.

بعد اتفاق السلام في هافانا عام 2016، أصبحت إعادة توزيع الأراضي أولوية، إذ أعاد بيترو، الرئيس اليساري الأول في تاريخ كولومبيا، نحو 570 ألف هكتار إلى الفلاحين حتى الآن، كجزء من برنامج الإصلاح الزراعي الذي يهدف إلى تعويض الضحايا.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى