كيف تحقق حصاد واشنطن – أخبار السعودية – كورا نيو

تابع قناة عكاظ على الواتساب
ما زالت أصداء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن تتردد في وسائل الإعلام العالمية. المتابعون يعرفون أنه ما من وسيلة إعلامية بارزة إلا وتناولت جانباً من جوانب الزيارة بالتغطية الخبرية أو التقرير أو التحليل، مع ما يشبه الإجماع أن ما حققته الزيارة من نتائج فاق التوقعات التي سبقتها لدى بعض المراقبين الذين اعتقدوا أن بعض الملفات، أو المطالب التي يحملها الزائر معه لن يُبت فيها من قبل الرئيس ترمب بسهولة وبسرعة، وربما يتم التحفظ على بعضٍ منها لحين من الوقت لإظهار أنه ليس من السهل أن تستجيب أمريكا لكل المطالب دفعة واحدة من أي دولة، لكن الذي حدث هو العكس تماماً عندما أُنجز كل شيء بسهولة وسلاسة وترحيب كبير من الجانب الأمريكي مع تأكيد على استراتيجية العلاقة مع المملكة والعمل على تقويتها وتوسيع مجالاتها والدفع بها الى مستويات أعلى وأهم.
هناك أسباب عديدة لهذا الإنجاز الكبير والمهم الذي حققته الزيارة، من أهمها أن المطالب والاحتياجات التي حملها ولي العهد إلى واشنطن كانت مدروسة بعناية ودقة وعمق كي تلبي متطلبات مشروع تنمية شاملة حقيقي وضخم في دولة موثوقة ومستقرة، تحترم التزاماتها واتفاقياتها ولا يشغلها سوى استمرار التنمية فيها وتحقيق الرخاء والأمن والاستقرار لشعبها. دولة تتسم بالاتزان والحكمة في سياساتها وعلاقاتها، تحرص على مصالحها ومصالح شركائها، وتعرف أن التنمية والاستقرار والازدهار تحتاج إلى القوة بمختلف أشكالها، قوة العلم والمعرفة، وقوة التقنية، وأيضاً قوة السلاح لحماية منجزاتها.
وخلال السنوات الأخيرة منذ بداية مشروع الرؤية الوطنية الجديدة الشاملة، اكتسبت المملكة مزيداً من الثقة في سياساتها وتوجهاتها لدى العالم شرقاً وغرباً، واستطاعت إنجاز شراكات مهمة مع جميع الدول التي تتوفر لديها حاجاتها بشكل متوازن وبمسافات متساوية مع الجميع، كما تأكد للعالم أنها أصبحت رقماً كبيراً ومهماً ومؤثراً في معادلات السياسة والاقتصاد من خلال تعاملها الحصيف مع الأزمات في محيطها وخارجه، وسعيها الدؤوب لحل النزاعات والحروب والأزمات وترسيخ السلم والأمن والاستقرار، وبالتالي كان على الحليف التأريخي الاستراتيجي الأمريكي أن يتعامل مع المملكة وفق المعطيات الراهنة والحضور الكبير الذي أصبحت تمثله المملكة كقوة اقتصادية جاذبة، وقوة سياسية فاعلة، في بيئة آمنة ومستقرة.
لهذه الاعتبارات وكثير غيرها تعاملت أمريكا مع زائرها وفق ما يليق به من حفاوة، وتعاملت مع احتياجات بلده منها بإيجابية كبيرة؛ لأنها متأكدة من تحقيق المصالح المتبادلة مع شريك مهم وموثوق ومؤثر.
المصدر : وكالات



