أخبار العالم

متسوّل رقمي – أخبار السعودية – كورا نيو



منذ زمنٍ بعيد، كان مشهد المتسولين مألوفاً أمام الجوامع وفي الشوارع العامة، بملابس ممزقة وشعورٍ شعثاء وأقدامٍ حافية. كان المشهد يبعث على الشفقة،

ومع مرور الوقت تغيّر المشهد، وتطورت أساليب التسول فبدأ البعض في استخدام أوراق طبية وصور مؤلمة، يستعطف بها قلوب المارة، حتى بات التمييز بين المحتاج الحقيقي والمتحايل أمراً صعباً. ومع توسّع استخدام منصات التواصل الاجتماعي، انتقلت الظاهرة إلى العالم الافتراضي، في أشكالٍ جديدة أكثر احترافية وإقناعاً.

واليوم، نرى متسولين أمام المحطات والصيدليات؛ بسياراتهم النظيفة وملابسهم الأنيقة، يطلبون المساعدة وكأنهم يؤدّون دوراً متقناً في مشهدٍ اجتماعي متكرر.

فهل التسول أصبح أقصر الطرق وأسهلها لكسب المال؟

من أبرز القصص المتداولة في فضاء الإنترنت رسالة ترِد على الجوال، وربما تصله الرسالة باسم كاتبها الذي يشير إلى أنه يعيش ظروفاً صعبة هو وأسرته في بلد ما بالخارج، وأنه يرغب في شراء احتياجات ضرورية لأطفاله أو يطلب مساعدة مادية للمساهمة في سداد دين قد يشرده عن أطفاله، أو حفر بئر في قرية شح فيها الماء، وغير ذلك من القصص الدرامية المفبركة التي ينخدع بها الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة.

لا تطرق الزجاج!

استمعت «عكاظ» الى آراء عددٍ من المواطنين حول ظاهرة التسول في الشوارع، وجاءت ردودهم متباينة بين التعاطف والحذر.. ويقول نواف الزهراني: لم أكن أقدر على رد أحد يطلب صدقة، لكن في الفترة الأخيرة زادت نسبة المتسولين في الشوارع، وأصبحنا نخاف منهم ومن جرأتهم في طلب المال، بل صار بعضهم يطلب التحويل الإلكتروني، ما زاد حذرنا تجاههم.

أما أصالة نايف، فأشارت إلى أنه في الوقت الحالي، نرى متسولين يقودون سيارات جديدة ويطلبون المال بحجة أنهم ليسوا من سكان المدينة، وقد لاحظنا لوحات سيارات من دول مجاورة وأحياناً تجرنا العاطفة، فنعتبرهم ضيوفاً ونساعدهم، في حين قالت أسماء عمر: إذا رغبت في الصدقة، أتبرع عبر موقع «إحسان» عني وعن والديّ وأبنائي، ودائماً نرى التحذير من إعطاء المتسولين في الشوارع، فنحن نُعتبر وسيلة لهم لجمع المال، لذلك لا أعطي متسولاً في الطريق.

وعن تجربتها مع المتسولين، تقول نورة العتيبي: أحاول أن أمنع نفسي من إعطاء المال للمتسولين عند الإشارات، لكنهم يباغتوننا بحجة غسل الزجاج أو بيع المناديل، وإذا لم نعطِهم يبدأون بطرق زجاج السيارة وترديد الدعوات حتى نحاول مجاملتهم بالعطاء، ورغم حزني الشديد عليهم، إلا أنني أتعاطف فقط مع الأطفال، لكن نظرتي تغيّرت بعد ما رأينا من حالات نصبٍ واستغلالٍ للأطفال وكبار السن لاستدرار العطف.

ويقول محمد النهاري: أرى أن هناك وعياً كافياً في المجتمع السعودي تجاه ظاهرة التسول، وكثير من الناس أصبحوا يُبلّغون عن المتسولين؛ لأن أغلبهم مخالفون لنظام الإقامة وبعضهم يمارسه بشكل منظم.

117,000 مع شحّاذة

من قصص المتسولين القبض على امرأة من جنسية آسيوية تمارس التسوّل، وبحوزتها عشرات الآلاف ومصوغات ذهبية، حصلت عليها باستعطاف الناس وامتهان هذه المخالفة.

وأوضحت وزارة الداخلية أن المرأة ضُبطت في مكة المكرمة من قبل فرق الحملة الأمنية لمكافحة التسوّل، وعُثر بحوزتها على 117 ألف ريال سعودي، وعدد من العملات الأجنبية ومصوغات ذهبية.

الاستعطاف الرقمي!

الأخصائية الاجتماعية سلمى صقر في قراءة لـ«عكاظ» عن ظاهرة التسول، تقول: إنه ورغم وفرة الجمعيات الخيرية وبرامج الدعم الاجتماعي التي تغطي احتياجات واسعة من الفئات المحتاجة، ما زالت ظاهرة التسول حاضرة في الشوارع والأسواق وحتى على الشاشات الرقمية، هذه المفارقة تثير تساؤلات جوهرية حول الأسباب الحقيقية لاستمرارها، والمسؤولية الجماعية تجاهها.

وتتعدد أسباب استمرار التسول بين اجتماعية واقتصادية ونفسية، فهناك من وجد في التسول وسيلة سهلة للكسب دون عناء، مستغلاً تعاطف الناس وعاطفتهم الدينية، ولا يمكن حصر المتسولين في فئة واحدة فبعضهم ضحايا ظروف قاسية؛ كالعجز أو الشتات الأسري، وآخرون صنعوا من التسول مهنة يتنقل بها بين المدن وينسق مع آخرين في مجموعات منظمة، هؤلاء لا يطلبون المساعدة بدافع الحاجة، بل بدافع الاستغلال والكسب غير المشروع، وقد يكون اختياراً مقنناً للطريق الأيسر للثراء، ومع انتشار المنصات الرقمية، تطورت الظاهرة لتأخذ شكلاً جديداً.

وعن التسول الإلكتروني، أضافت: يظهر المتسولون في مقاطع مصوّرة أو منشورات مؤثرة، يطلبون المال أو الدعم بحجج إنسانية أو طبية، تزامناً مع سهولة التحويل المالي عبر الإنترنت، ما ساهم في جعل الاحتيال أكثر انتشاراً، وأحياناً يكون عابراً للحدود.

تضيف الإخصائية الاجتماعية سلمى صقر، ساهمت هذه الوسائل في تضخيم المشكلة، بل فتحت أشكالاً حديثة للتسول تجاوزت العشوائية، لتصبح أقرب إلى شبكات منظمة تستغل الدين والعاطفة والطفولة لتحقيق مكاسب مالية، ويتم ذلك عبر توزيع الأدوار واستخدام القصص المفبركة، ما يجعلها نوعاً من الاحتيال المقنّع الذي بدوره يطيل من عمر الظاهرة.

المحتاج الحقيقي.. متعفف

ترى سلمى صقر أن المسؤولية المجتمعية معول متصدر لفهم الأيديولوجية لدى المتسولين والوعي بالآليات الحديثة المستخدمة لديهم، فالمواطن -بدوره- يجب أن يكون واعياً، لا عاطفياً، ولديه القدرة على التمييز في معرفة المتسول من المحتاج؛ فالمحتاج الحقيقي غالباً لا يُظهر حاجته في العلن، ويمكن الوصول إليه عبر الجمعيات الخيرية، أما من يتكسب من التسول فغالباً ما يكرر المشهد ذاته في أماكن مختلفة، أو يستخدم أساليب درامية مؤثرة، لذا فإن أفضل وسيلة للعطاء هي عبر الجهات المعتمدة لا الأفراد المجهولين.

ويأتي الإعلام بدور جوهري في تصحيح المفاهيم، من خلال تسليط الضوء على مخاطر التسول وآثاره على الأمن والمجتمع، وتشجيع الناس على العطاء المنظّم.

كما يمكنه إبراز قصص نجاح المحتاجين الذين تمت مساعدتهم عبر القنوات الرسمية، ليكونوا قدوةً للعطاء المسؤول.

فقد أوجدت الظاهرة حالة من التردد المجتمعي؛ الناس يريدون العطاء، لكنهم يخشون أن يُخدعوا، فالتسول في جوهره مشكلة إنسانية، وحلّها لا يكمن في منع العطاء، بل في تنظيمه وتوجيهه، وحين يدرك المجتمع أن المساعدة الحقيقية لا تكون في الشارع، بل عبر القنوات الموثوقة، حينها فقط يمكن أن تتراجع هذه الظاهرة التي تستغل باسم الحاجة وتلمس الجانب العاطفي من الإنسان.

تعدُّد الأسباب وتشابُك الخيوط

سمها سعيد الغامدي (رئيسة مجلس إدارة جمعية أهلية) قالت لـ«عكاظ»: إنه لم يعد التسول كما كان في الماضي، إذ تحوّل من سلوك بدافع الحاجة، إلى مهنة يمارسها البعض بوعيٍ كامل واستغلالٍ للعاطفة الإنسانية. فبين الدوافع النفسية والظروف الاجتماعية، تتعدد الأسباب وتتشابك الخيوط لتكشف عن ظاهرة تستحق الوقوف عندها طويلاً. ويُعد ضعف الوازع الديني أحد أهم الدوافع النفسية، اذ يفقد بعض المتسولين شعورهم بالإحراج أو الخجل الاجتماعي، ويرون في التسول مهنة سهلة ومربحة بغضّ النظر عن تحذيرات الشريعة منه.

كما يُسهم التفكك الأسري الناتج عن الطلاق أو الفقر أو التشرد في دفع البعض إلى هذا السلوك، مصحوباً بمشاعر اليأس والعجز الناتجة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.

في المقابل، يؤدي ضعف الثقة بالنفس وتدني النظرة الذاتية دوراً كبيراً في ترسيخ هذا السلوك، اذ يجد البعض في التسول نوعاً من الإشباع المادي أو العاطفي.

وقد يتحوّل الأمر لدى فئة منهم إلى تسول مرضي، يمارسه الفرد رغم تحسّن ظروفه المعيشية؛ نتيجة الاعتياد أو الضغط النفسي، فيلجأ إلى استدرار عطف الآخرين بأساليب مؤثرة ومقنعة.

ويرى مختصون أن الكثير من هذه الحالات تحتاج إلى علاج نفسي معرفي سلوكي لتعديل الفكر والمفاهيم السائدة لديهم، وإعادة بناء الثقة والقدرة على الكسب المشروع.

مصدر دخل مريح!

سمها الغامدي تضيف، أن المتابعة الميدانية تظهر وجود فئة لم تصل إلى مرحلة الاحتياج الفعلي، لكنها وجدت في التسول مصدر دخل مريحاً، فتحول إلى سلوك اعتيادي وربما نفسي. وكشفت حالات ضبطتها الجهات المختصة عن وجود مدخرات مالية كبيرة لدى بعضهم، ما يثبت أن التسول أصبح لديهم أسلوب حياة قائماً على استدرار العطف لا الحاجة.

وشددت الغامدي على أن التسول يُعد احتيالاً واعياً يمارسه البعض بكامل إرادته، إلا في حالات الاستغلال، مثل استخدام الأطفال والنساء في الشوارع والمجمعات، لما يثيرونه من تعاطفٍ لدى العامة. وتشير الدراسات إلى أن الأطفال المتسولين يتعرضون لحرمانٍ من التعليم وحياة الطفولة الطبيعية، فيما تقع النساء ضحايا للاستغلال من قبل آباء أو أزواج أو إخوة مدمنين.

فالعلاقة بين التسول والإدمان وثيقة، إذ تشكّل الأسر التي تضم مدمنين نسبة كبيرة من الحالات، ويُعد التسول فيها وسيلة لتوفير المال للمخدرات.

كيف الوصول لـ«الحقيقي»؟

الأخصائية النفسية نورة القحطاني، ترى أن هناك اضطرابات نفسية متعدّدة تسهم في امتهان التسول، أبرزها الحرمان العاطفي والإحباط واضطرابات النمو، التي تدفع الفرد للبحث عن الإشباع العاطفي عبر سلوكيات منحرفة.

وأظهرت وسائل الإعلام حالات استُخدم فيها التسول كغطاء لأعمال مشبوهة، ما جعل المجتمع أكثر حذراً في التعامل مع المتسولين. فالمحسن الذي ينوي الصدقة قد يشعر بالخذلان حين يُستغل عطاؤه في غير موضعه، مما يضعف تعاطفه مع المحتاجين الحقيقيين.

وفي الوقت ذاته، تطورت أساليب التسول لتواكب العصر، عبر التقنية ومنصات التواصل الاجتماعي، أو بادعاء بيع سلع بسيطة على الطرقات. وهي أساليب تتطلب رفع مستوى الوعي المجتمعي لتجنب الانخداع بمظاهر الحاجة الزائفة، خصوصاً أن هذا السلوك يضر بجهود الجهات المختصة في مكافحة التسول ويؤثر سلباً على التنمية الوطنية.

كما أن التسول الرقمي عبر الإنترنت جعل من الصعب التفرقة بين المحتاج الحقيقي والمحتال، فبعضهم يسعى للظهور أو جمع المال دون وجه حق، ما يستدعي استمرار حملات التوعية والتصدي القانوني لتلك الممارسات.

وتؤكد الجهات المختصة أن مواجهة التسول تتطلب تعاون المواطن والمقيم مع أجهزة الدولة، من خلال التوقف عن العطاء المباشر، والتوجه بالتبرعات عبر المنصات الرسمية والجمعيات الموثوقة التي تصل بالمساعدة إلى مستحقيها الحقيقيين، فمكافحة التسول مسؤولية جماعية، تبدأ من وعي الفرد وتنتهي بتكاتف المجتمع، حتى لا نفقد تعاطفنا مع المحتاج الفعلي الذي أقعدته ظروفه، دون أن نمنح المحتالين فرصة لاستغلال إنسانيتنا.

السيطرة على العواطف!

الأخصائي النفسي الدكتور خالد العثيمين يعتبر عبر «عكاظ»، أن سلوك التسول من وجهة النظر النفسية التي فسرتها الاتجاهات النظرية من إحدى صور ومؤشرات السلوك المرضي، خصوصاً عندما يكون نمطاً سلوكيّاً مزمناً لاستدرار التعاطف من المجتمع، ففي نظرية التحليل النفسي على سبيل المثال يتم تصنيف التسول كسلوك لا شعوري المنشأ يعوّض حالة الحرمان التي تعرض لها المتسول في مراحل طفولته المبكرة التي افتقد فيها إشباع الأمان والحب والدعم، والتي قد تظهر كدوافع لا شعورية عميقة من خلال اعتماده على الآخرين، والتهرب من مسؤولياته، في حين تنظر النظرية المعرفية إلى أن التسول جاء نتيجة لبعض الأفكار اللا عقلانية لاعتقادات مشوهة مثل؛ «الناس لن تمنحني قيمتي إلا عندما تشفق علي»، وكذلك «عملي ووظيفتي لن تحقق لي الربح والمال كالتسول»، وغير ذلك.

وأضاف الدكتور خالد، أن هناك جانباً نفسياً آخر من وراء هذا السلوك وهو أن التسول قد يعبر عن القوة غير المباشرة، عندما يشعر المتسول بأنه سيطر على عواطف الناس وتحكم بمشاعرهم. كما يظهر سلوك التسول كعادة إدمانية من خلال زاويتين؛ الأولى: سرعة استجابة الناس له بالمال وبالعطف، والثانية: التكيف النفسي الذي يقلب موازين منظومة القيم الذاتية لدى المتسول ويجعله يرى كرامة النفس والسعي لطلب الرزق لا أهمية لهما مقارنة بمكاسبه من التسول.

معاداة المجتمع

الدكتور العثيمين يضيف، أن المتسول يجمع ما بين السلوك الدفاعي من ناحية، والاحتيال الموجّه على حد سواء، فالسلوك الدفاعي يظهر من خلال تبريره بأن «الناس تملك الكثير من المال، ولن يؤثر عليهم لو منحوني البعض منه»، والاحتيال الموجع يتضح عندما يستمتع بأنه بهذا التسول يحقق ذكاءه الذي يتفوق به على المجتمع والناس.

ومن أنماط الشخصية المرضية التي يظهر فيها التسول كعرض مرضي متعدد، اضطراب الشخصية الهستيرية التي تظهر فيها سمات الدراما والحبكة المؤثرة في استعراض الحاجة والمعاناة والحرمان. ومن جانب آخر قد يظهر التسول كإحدى سمات الشخصية المعادية للمجتمع في استغلال الآخرين والاستمتاع بذلك وعدم الندم. واضطراب الشخصية الاعتمادية تظهر من خلال الاعتماد على الآخرين في الحصول على المال والمشاعر.

أضاف الدكتور العثيمين: إن المجتمع المتعاطف عندما يكتشف المصيدة وأنه تم خداعه من هذا المتسول، فإن رد فعله يتضمن صدمة ثقة في من يراهم الحلقة الأكثر حاجة في المجتمع، وبالتالي الدخول في رد فعل معمم حتى على المحتاج الحقيقي، وبالتالي بدء قسوة مجتمعية عامة على فئة المحتاج الحقيقي. وقد أقتصر في أثر التسول على المجتمع بأنه يشوّه صورة مفهوم الصدقة في سياقها المجتمعي البسيط والمبني على الثقة المطلقة بالمحتاج.

مشهورون..متسولون رقمياً!

عن دور الإعلام في توعية المجتمع قال الإعلامي فواز المالحي لـ«عكاظ»: إن دور الإعلام في مجابهة ظاهرة التسول مهم وجوهري، وهناك توعية كبيرة تقوم بها الجهات الحكومية المسؤولة من توعية وإرشاد عن سبل توجيه الصدقات والمساعدات عبر المنصات الرسمية التي تضمن وصول المساعدات للمحتاجين والمتعففين، لاسيما أن أساليب التسول غدت مختلفة ومتنوعة، وانتشرت أساليب التسول الإلكتروني عبر الصوت والصورة بطرق جادة، مثل طلب الدعم أو استجداء النزعة الإنسانية والدينية، وهو ما يجب الحذر منه، فالحملات الإعلامية شبه غائبة كون المجتمع أصبح يتغذى بصرياً ومعرفياً من منصات التواصل الاجتماعي التي لا يتطرق روادها لشأن التسول، كون معظّم المؤثرين متسولين رقمياً.

أما إسهام الإعلام في كشف ظاهرة التسول فليس بالأمر الجديد ليكشفه، ومعظم المجتمع أصبح لديه وعي كامل ومعرفة بالمتسول الواقعي الذي يسير في الأسواق أو حول المحلات التجارية، ولعل عدم توفر السيولة أيضاً ساهم في خفض توقعات المتسول أن هناك من يستطيع مناولته المال مباشرة.

أما الدور المطلوب فهو الانتباه للتسول الرقمي أكثر من التسول الواقعي، والتحذير عنه بشكل مستمر عبر حملات مسؤولة أو عبر إفشاء الوعي الفردي.

ما رأي النيابة؟

شددت النيابة العامة، على أن التسول جريمة بكل أشكاله، بما في ذلك التسول الإلكتروني، وتؤكد على أن عقوبة ممارس التسول هي السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر أو غرامة تصل إلى 50 ألف ريال أو كلتا العقوبتين، بينما تشدد العقوبة إلى السجن لمدة تصل إلى سنة أو غرامة تصل إلى 100 ألف ريال أو كلتا العقوبتين لمن يدير متسولين ضمن جماعة منظمة. وتتولى النيابة العامة التحقيق وإقامة الدعاوى القضائية ضد المتسولين أمام المحكمة المختصة.

من هو المتسول؟

المحامي عبدالله الكاسب أوضح لـ«عكاظ»، أن المنظِّم عرَّف المتسول بأنه من يستجدي للحصول على مال غيره دون مقابل أو بمقابل غير مقصود بذاته، نقداً أو عيناً، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في الأماكن العامة أو المحلات الخاصة أو في وسائل التقنية والتواصل الحديثة، أو بأي وسيلة كانت. كما بيّن أن ممتهن التسول هو كل من قُبض عليه للمرة الثانية أو أكثر يمارس التسول.

وشدد نظام مكافحة التسول على حظر جميع أنواع التسول بكل صوره وانواعه مهما كانت مسوغاته، ويحال ممتهن التسول إلى الجهة المختصة للتحقيق معه في حال قُبض عليه وهو يمارس التسول، وتتولى النيابة العامة إجراءات التحقيق في ذلك.

وعن العقوبات قال الكاسب: جاء في المادة الخامسة من نظام مكافحة التسول أنه يُعاقب كل من امتهن التسول أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده -بأي صورة كانت- على امتهان التسول؛ بالسجن مدة لا تزيد على ستة أشهر، أو بغرامة لا تزيد على 50 ألف ريال، أو بهما معاً.

وفي حال كان التسول ضمن جماعة تمتهن التسول وتديره أو كل من أدار المتسولين أو قام بتحريض الغير للتسول فإنه يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة لا تزيد على 100 ألف ريال، أو بهما معاً.

وأكد أنه يُبعد عن المملكة كل من عُوقب من غير السعوديين -عدا زوجة السعودي أو زوج السعودية أو أولادها- بعد انتهاء عقوبته وفق الإجراءات النظامية المتبعة، ويمنع من العودة للمملكة؛ باستثناء أداء الحج أو العمرة.

وتجوز مضاعفة العقوبة في حالة العود، بما لا يتجاوز ضعف الحد الأقصى المقرر لها.


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى