أخبار العالم

مرشدون سياحيون.. أم مؤرخون؟ – أخبار السعودية – كورا نيو



ظهرت في الآونة الأخيرة محاولات من بعض «المرشدين السياحيين» لتناول بعض الأحداث التاريخية ونقلها دون مراجع علمية موثقة، إذ تحول المشهد في كثير من منصات التواصل إلى تنافس لكسب أكبر عدد من المتابعين.

وطرحت «عكاظ»، استفهامات عدة: هل لهؤلاء رخص إرشاد سياحي وتاريخي تسمح لهم بتناول الأحداث التاريخية؟ أم أن ذلك يرجع لاجتهادات شخصية؟ لماذا لا يتم تصنيف المؤرخين والباحثين والمرشدين؟ ولماذا لا يتم الإعلان من وزارة السياحة عن أسماء المرشدين في كل منطقة؟ المرشدون.. هل يعملون تحت مظلة وزارة السياحة أم مركز البحوث والدراسات في المدينة؟

وضع حد للعبث بالتاريخ

«عكاظ»، استطلعت آراء بعض المختصين والمهتمين في البحث العلمي والجوانب التاريخية، إذ انتقد الباحث المؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي، ما أسماه «فوضى البحث العلمي في التاريخ والأحداث»، مطالباً بوضع حد لما أسماه بالعبث التاريخي، منتقداً بعض من يطلقون على أنفسهم باحثين ومؤرخين، كاشفاً في الوقت ذاته وجود أخطاء كبيرة. وأضاف أن كثيرين يطلقون على أنفسهم مؤرخين برغم عدم توفر شروط البحث العلمي والمؤهلات العلمية والأكاديمية الدقيقة، وتكاثر بذلك في الآونة الأخيرة، ولا يُعرف من أين حصل على درجته العلمية، برغم أن الجهات المعنية نظمت وقيّدت هذا الأمر، ومن يخرج عن هذا النطاق يتابع من الجهات المعنية، والبعض يدلى بمعلومات غير دقيقة، والجهات الرسمية سبق أن حذرت بهذا الشأن. ويوضح الفايدي، أنه لا يقصد التعميم، لكن الفترة الأخيرة شهدت كثيراً من المعلومات غير الدقيقة في التاريخ وأصبحت لدى البعض مفردات لغوية، وهناك من أطلق على نفسه مؤرخاً وباحثاً، وتشكلت مجموعات «واتساب» تحمل صفة البحث والتاريخ وهي لا تنطبق عليها هذه الصفة.

مؤهلات المرشد

السياحي.. ما هي؟

الباحث المؤرخ التاريخي الدكتور فائز البدراني، يؤكد أهمية التأهيل الجيد للمرشدين، إذ لا توجد ضوابط ومعايير بالمعنى المهني، مطالباً بأهمية الترخيص الرسمي للعمل في الإرشاد السياحي، والترخيص لا يمنح إلا بعد الحصول على ما يؤهل المرشد لذلك العمل؛ لأن المرشد غير المؤهل سينشر معلومات غير صحيحة، أو مضللة، وسيخلق فوضى معلوماتية، فضلاً عن كونه لن يكون قادراً على الإجابة عن الأسئلة التاريخية والجغرافية التي قد يطرحها الزائر أو السائح. ويمكن إجمال متطلبات العمل الإرشادي في الحصول على التأهيل المهني، وإتقان اللغة العربية، وإتقان أكثر من لغة أجنبية، وحسن المظهر، وحسن التعامل، ويتطلب ذلك أن تكون هناك جهة مهنية مسؤولة عن تأهيل المرشدين، والإشراف عليهم، وتقييم أدائهم.

دربوهم على حسن التعامل

الباحث التاريخي عبدالرحمن النزاوي، يطالب بتوفر شروط للإرشاد السياحي ووضع ضوابط له من الجهات المعنية، منها أن يكون سعودي الجنسية، وأن يتصف بحسن السيرة وشهادة خلو سوابق، والحصول على درجة علمية، وعلى عدة دورات إرشاد سياحي، ويفضل إتقان عدة لغات، ودورة في التعامل مع الجمهور «فن التعامل مع السائح»، والمصداقية، وأهم الضوابط إبراز بطاقة المرشد، ووجود عقد إلكتروني، فهناك معالم تتعدى المدينة للقرى والمدن القريبة، ومن المطلوبات أيضاً إيجاد موقع رسمي للإرشاد السياحي وعبره يتم تقييم المرشد تحت مظلة وزارة السياحة.

أما رئيس نادي تاريخ المدينة المنورة عدنان عيسى العمري، فاشترط أن تكون هناك ضوابط عند زيارة الأماكن التاريخية، وعلى المرشد أن يشرح للزوار آداب الزيارة والتعامل الحسن والقدرة على الإنصات والحرص على تقديم الإجابات الصحيحة عن الأسئلة التي يطرحها الزوار، وألا يتجاوز دوره كمرشد.

الإلمام

بالتاريخ المحلي

الباحثة في التاريخ والحضارة الدكتورة نوف المحمدي، أكدت أهمية وجود متطلبات تتوفر لدى المرشدين السياحيين، منها المؤهل العلمي المناسب في التاريخ والجغرافيا، والإرشاد، وإتقان اللغات ومنها لغة الإشارة، والخلفية التاريخية والثقافية، ومهارات التواصل، والالتزام بالأنظمة، وارتداء الزي السعودي الرسمي، وتقديم معلومات دقيقة وصحيحة للسائح، والإلمام التام بكافة المعالم التاريخية والتراث المحلي.

وطالبت المحمدي، بأهمية وجود جمعية للمرشدين وتأسيس كيان مهني يحمي حقوقهم ومعرفة واجباتهم، مع أهمية التحقق من المصادر التاريخية المعتمدة، وتجنب الاعتماد على مصادر غير مختصة، مع توثيق المعلومات بدقة، والامتناع تماماً عن التزوير أو التزييف في المحتوى التاريخي.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى