من الأرض إلى القمر.. المفوضية الأوروبية تفكر في استخراج المعادن الفضائية! – أخبار السعودية – كورا نيو

أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم (الثلاثاء) عن تفكيرها الجاد في اللجوء إلى التعدين الفضائي، بدءا من القمر، كوسيلة إستراتيجية لتأمين إمدادات المواد الخام الحرجة، محذرة من أن النظام العالمي يشهد «تفككا متسارعا» يهدد أمن الاتحاد الأوروبي واقتصاده المزدهر.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن الاعتماد الشديد على الواردات من دول خارج الاتحاد، خصوصا الصين، يعرض التحول الأخضر والرقمي لمخاطر جيوسياسية كبيرة، موضحة أنه «مع تزايد المنافسة الجيوسياسية، يجب تعزيز مرونة سلاسل القيمة الفضائية الأوروبية، التي تتعرض لمخاطر بسبب الاعتماد على دول غير أوروبية للمواد الخام الحرجة والتقنيات المتقدمة».
وأضافت المفوضية الأوروبية أن «التعدين الفضائي واستخدام الموارد الفضائية يجذبان الاهتمام الكبير الآن، مع سباق القوى العظمى إلى القمر والفضاء العميق»، مشيرة إلى أن هذا النهج يمكن أن يولد إيرادات تصل إلى 170 مليار يورو بين 2018 و2045، مع توفير 135 مليار يورو من تكاليف الاستكشاف.
أزمة عالمية في إمدادات المواد الخام
يأتي هذا التصريح في سياق أزمة عالمية متزايدة في إمدادات المواد الخام الحرجة، التي تشمل الليثيوم، الكوبالت، النيكل، الغاليوم، والأرض النادرة، الضرورية لإنتاج البطاريات، الألواح الشمسية، توربينات الرياح، والتقنيات الفضائية والدفاعية.
ووفقا لقانون المواد الخام الحرجة الأوروبي الذي اعتمده الاتحاد في مارس 2024، يعتمد الاتحاد الأوروبي بنسبة تزيد على 50% على الواردات من الصين، ما يعرض سلاسل التوريد للخطر أمام التوترات الجيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا، والنزاعات التجارية مع الصين، والتغيرات المناخية التي تعيق التعدين الأرضي.
دعم أوروبي كبير للبحث والتطوير
وأعلنت المفوضية في رؤيتها للاقتصاد الفضائي الأوروبي، الصادرة في يونيو 2025، دعمها لأنشطة البحث والتطوير التحضيرية للتعدين الفضائي، بما في ذلك دراسات المفاهيم، تطوير الأدوات العلمية، الروبوتات التعاونية، وآليات استخراج العينات، مؤكدة أن التعدين على القمر يمكن أن يوفر موارد مثل الجليد (لإنتاج الماء والوقود في الفضاء) والمعادن النادرة.
كما حذرت من «هجرة الأدمغة» في قطاع الفضاء الأوروبي، حيث ينتقل المهندسون والعلماء إلى أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا بحثا عن فرص أفضل، مما يهدد الأمن التكنولوجي والاقتصادي للاتحاد.
وعلى الصعيد الدولي، يشهد الفضاء سباقا محموما بين القوى الكبرى، حيث أن الولايات المتحدة، من خلال برنامج أرتميس التابع لناسا، تخطط لاستخراج موارد قمرية بحلول 2032، بينما أعلنت الصين وروسيا عن محطة بحث قمرية دولية، كما نجحت الصين في هبوط مهمة Chang’e-6 على القطب الجنوبي للقمر في يونيو 2024 لجمع عينات، وأصبحت اليابان الدولة الخامسة التي تهبط على القمر في يناير 2024 عبر مهمة SLIM.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات