أخبار العالم

موت القواميس والموسوعات – أخبار السعودية – كورا نيو



شاهدت فيديو على اليوتيوب لمجموعة من المراهقين عرضوا عليهم مجلدات ضخمة، قواميس وموسوعات، راحوا يقلبونها باستغراب وقد احتاروا في طريقة تصفحها، ثم قال أحدهم بعد مدة: إنها قوقل القديم!.

قال آخر: ياله من أمر محزن!.

كانت هذه القواميس والموسوعات باهظة الثمن وليس الجميع كان يستطيع تحمّل تكلفة سعر موسوعة خاصة لو كانت مصورة، حتى الموسوعات الشهيرة على الإنترنت الآن قائمة على جمع التبرعات وتطوع المحررين، لقد تغيّر كل شيء، اجتاحت التكنولوجيا صفحات الموسوعات والقواميس، سرقت محركات البحث مكانتها. حدث ذلك لكل شيء حولنا تقريباً وليس فقط للكلمات ومعانيها.

الكلمة المكتوبة، علامة الحضارة المميّزة، منذ خط الإنسان أول خربشاته على جدران الكهوف والمعابد، في عصرنا تقيّدت الكلمة المكتوبة أمام الصورة والصوت، عاد الإنسان لعصر ما قبل التدوين، إلى عصر ما قبل انتشار الطباعة وقبل أن تصاغ اللغة عبر المجمع اللغوي والقاموس.

لم تعد الكلمة المكتوبة الوسيلة الأكثر فعالية لتخزين المعرفة. بفضل وفرة البرامج والأجهزة، تعود البشرية إلى أقدم وسائلها لترميز الثقافة: الوسائط السمعية والبصرية، الرسومات وتأليف الميمز.

وحلت الروابط محل الهوامش.

من المدهش أن إحدى الموسوعات التي نشرت في عام ١٩٧١ تنبأت بالتحول الجذري الذي نشهده اليوم. وهي موسوعة «تشايلدكرافت» التي أُطلقت في ثلاثينيات القرن الماضي وكانت موجهة للأطفال الصغار، تضمّنت الموسوعة صفحتين توضحان «آلة الرد الآلي» المستقبلية، جاء فيها:

(أنت تقوم بواجباتك المنزلية.

وتحتاج إلى بعض الإجابات.

لذلك يمكنك الحصول على المساعدة من جهاز الرد الآلي الخاص بك.

على الجهاز اللوحي المجاور لك يوجد جزء من الآلة، لوحة مفاتيح الآلة الكاتبة.

عندما تضغط على المفاتيح الصحيحة، سيتم الرد على أسئلتك على شاشة معلقة على الحائط).

توضح الموسوعة كيف أن كتابة أسئلة مثل «من اخترع الفونوغراف؟» تُعطي الإجابة «توماس إديسون». أما السؤال «متى؟» فيُعطي الإجابة «١٨٧٧».

لكن ومع ذلك لا نستطيع الجزم بأن الموسوعة تنبأت بموتها.

أخبار ذات صلة

 


المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى