نصوص وللفقدِ شرفُ المنافسة..إلى عابد الحازمي – أخبار السعودية – كورا نيو

ماذا أقول لهذا الليل الكثير.. كان للقرية وميضهاالفريد،
ويشقُّ الريحَ؛ يا «هو فتى»!
ألق الركض هناك..
أتذكرُ كيف تُحوّلُ غبارَ قدميك لتهليل،
كيف تبتسرُ المساحةَ نحو افتخار الوادي،
ويَخضعُ الخصم لسهمك المبهر.
نفتني الكتابةُ حين صولتك الأخيرة في التعب؛
فلا عيد أباركه لك في السرير،
لا مصافحة وداع تُريدها لي.
كيف أُحدث القلب وأنت تحت سيف النهاية!
وأنت نيلٌ لشراسة «الأزرق» في العروق..
أمام الدم المريض.. أيّ كلمات ستُعلّمني البسالة؟!
أنت المسكون بمهارة التوغل، واسمك في حنجرة القرية..
منك بندقية الانطلاق، ونحن نمدُّ الأزرَ حتّى أقصاه..
فيكون تسديد الفتى الصحيح.
وحدك كنت البطولة،
ونحن للمباهاة: هذا النصل الشجاع منّا.
والليلة تخوضُ وحيداً مضمارك الأعلى..
تقودُ زخاتك إلى الهدف المُنتهى،
وكنت تُلقنُ عرسَ الأمسياتِ دهشةَ النجيب،
تخيطُ الميدان إلى آخر مرمى،
وترفعُ يديك فتشهقُ القامات فينا..
تلك أجنحتك تحمل الامتياز؛ فيقرأنَ الأمّهاتُ في أعيننا اسمَك:
عابد «الحسيني» سادن السبق، البرق الناجز.
هكذا تركتنا دون سارية أو شعار..
فمَنْ بالغدِ سيُعلي صوتَنا،
مَنْ سيُعيق طموحَ الأضداد في التقدّم،
ويقودُ لهفتنا نحو الترقب، ومَنْ لرصاصة الإنجاز..بعدك؟!
بنصاعةِ الموهبة تخوضُ عنّا المسافات لهندسة التوهج..
فماذا سيُلفتُ أرواحنا في النزال المقبل؟!
أيّ غبطة ستعرفُ ملامحنا بعد هذا الانطفاء الصارم؟!
كلُّ هُتافٍ كان لحاقاً بالذهب،
وأيُّ تلويحٍ كان فخراً بصوابك..
لم تصرخ ببزّتك مدرجات المدن،
كنّا جمهورك القليل، وأنت على التراب بطلنا الهائل.
الآن الأمُّ تُباشرُ قلبَها المرصّع بنجمك،
وتغربُ بطولتنا إلى نشيج، والخصم يتنازل عن حظوظه..
فيما زينةُ «القرية» تنعى عمرها للأبد.
الآن..
الأمّ، القرية، الصديق، العدل، البيت، الميادين، سبعةٌ صغار، السمت النادر، الأخذ القاسي،…
لا شيء،
الحزنُ وحده يُقيمُ شرفَ المنافسة.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات