أخبار العالم

همهمة أوهام – أخبار السعودية – كورا نيو



•• وقفتُ متأملاً أمام كلمتين هزتا مضجعه: «الناس يراقبونني».. عرفتُ من كلامه وإحساسه؛ أن «همهمة» من قلق سكنت وجدانه، وكأن «ثعباناً» لئيماً يستعد لابتلاعه.. وأن «غمغمة» من خوف لازمت قلبه، وكأن «قنبلة» متفجرة خُبّئت تحت جلده.. شعور استوطن عمقه فحوَّل منظوره للحياة إلى لغة سرية، ونظرته لذاته إلى شفرة خفية.. فلم يستطع التحدث بتلك اللغة، ولم يتمكّن من فك تلك الشفرة.•• بعضنا يتهرّب من أوهام مراقبة الناس له بتدوين يومياته السلبية بخيالات لا واقع لها.. طريقة عقيمة تلمع أمامه فيفوِّت على نفسه المسلك الصحيح لكيفية اقتناص المتعة.. يبث متاعبه لغيره بدمعات تصاحب كلامه، وكأنه سحابة تبحث عن أرض شقيقة لتغرقه بماء السماء.. تجربة مريرة يعيشها إنسان تخلِّف في دواخله رجفة تُلقي به إلى التهلكة.. وربما تبعده عن الحياة البهيجة سنوات ضوئية.

•• هناك من تطارده أفكاره الحزينة في كل مناسبة وفي كل مكان، وكأنه يسجل رقماً قياسياً في التفكير.. تنتابه صدمات أحزان مؤلمة فيمر نهاره عليه كارثياً.. يسيطر عليه «الحزن» كما ينبغي للحزن أن يصير.. ينام ليلاً على حزن، ويصحو صباحاً على حزن.. يقف عاجزاً أمام أحزانه لا يعرف ماذا يفعل!.. يفزع إلى الدموع كلما غلب عليه الحزن، كطفل تختفي ملامحه بالبكاء.

•• من يرد «جنتلة» نفسه ويطبعها بالمثالية؛ فليحصِّنها بذِكِر الله، ويقوّيها بـ«الحوقلة».. ومن يتمنى تواري هزائمه المترصدة؛ فليزرع الأمل في حياته لتكون ذات قيمة.. ومن يَوَدُّ جعل صباحاته أجمل الصباحات؛ فليجمِّلها بنفس عميق دون انكسار.. ومن يشأ أن يهبه الناس متنفساً في دنيا الاختناق؛ فليبح بما لديه من فكر وعلم وتجربة، لا ببث همومه ومشاكله وأحزانه.. كل الحلول تؤدي إلى الابتسامة الدائمة.

أخبار ذات صلة

 




المصدر : وكالات

كورا نيو

أهلا بكم في موقع كورا نيو، يمكنكم التواصل معنا عبر الواتس اب اسفل الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى