هيئة تنظيم الإعلام علقت الجرس: كيف أحرق مهووسو «السوشال ميديا» حرية الأبناء بقيود الشهرة ؟! – أخبار السعودية – كورا نيو

جاءت القرارات الأخيرة الصادرة عن هيئة تنظيم الإعلام في السعودية لتسلّط الضوء على قضية طال الجدل حولها، وهي استغلال الأطفال في المحتوى الرقمي والعائلي على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة التنظيمية النوعية لا تُعد إجراءً إدارياً فحسب، بل صرخة تحذير تعكس وعياً متنامياً بمخاطر الشهرة المبكرة على الطفولة وحقوقها.
فالدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الأثر النفسي للشهرة على الأطفال لا يقتصر على لحظات الظهور أمام الكاميرا، بل يمتد إلى تشويه صورة الذات، والتعرّض للتنمر، وإجبارهم على أدوار اجتماعية أكبر من أعمارهم. تقرير نشر في (Psychology Today) أوضح أن الأطفال الذين يُدفعون إلى الأضواء قبل نضجهم الإدراكي يجدون أنفسهم في مواجهة ضغوط الشهرة وأعبائها دون أن يدركوا معناها أو يختاروها أصلاً.
ويبرز هنا تساؤل إنساني مؤلم: ما ذنب الأطفال والمراهقين في أن تُسلَب طفولتهم، ويُقيدوا بقيود الشهرة التي لم يطلبوها؟ كيف يمكن تبرير تحويل حياتهم الخاصة إلى محتوى عام يُعرض للتعليقات والانتقادات القاسية، بينما أقرانهم يعيشون بحرية بعيداً عن الأضواء؟
المسؤولية هنا لا تقف عند المؤسسات المنظمة، بل تبدأ من داخل الأسر ذاتها. حين يختار الأبوان دفع أبنائهم إلى منصة رقمية بحثاً عن متابعين أو شهرة أو عوائد مالية، فإنهما يسلبانهم حقاً جوهرياً: حرية أن يقرروا بأنفسهم متى وكيف يظهرون للعالم. فالطفل لم يطلب هذه النجومية، ولم يوقّع عقداً مع الشهرة، لكنه يُساق إليها باسم العائلة.
إن حماية الطفولة مسؤولية إنسانية قبل أن تكون قانونية. وما القرارات التنظيمية الأخيرة إلا تذكير بأن الطفولة ليست مادة للتسويق ولا وسيلة لجذب الانتباه. فالحرية في هذه المرحلة العمرية حق أصيل، وسلبها تحت أعباء الأضواء هو ظلم يترك ندوباً عميقة في النفس.
إنها دعوة صريحة للأسر كي تدرك أن الشهرة ليست هدية لأطفالها، بل قد تكون عبئاً يحرق طفولتهم، ويقيّد حريتهم، ويفرض عليهم مواجهة أعباء النجومية قبل أن يتعلموا حتى كيف يختارون مستقبلهم.
أخبار ذات صلة
المصدر : وكالات